OIC Health Portal

وضع قطاع الصحة في البلدان الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي


يتطرق هذا القسم من برنامج العمل الاستراتيجي لمنظمة التعاون الإسلامي في مجال الصحة (OIC SHPA) لوضع قطاع الصحة في البلدان الأعضاء من خلال تقديم صورة مفصلة عن الجهود التي تبذلها البلدان الأعضاء في المنظمة ومؤسساتها في مجال الصحة، والتقدم المحرز صوب تحقيق مقاصد الأهداف الإنمائية للألفية المتعلقة بالصحة والعوامل الاجتماعية المحددة للصحة.

لمحة عامة

تتوزع البلدان الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي البالغ عددها 57 بلدا على نطاق جغرافي شاسع يشمل أربع قارات، ويمتد من ألبانيا (أوروبا) شمالا إلى موزمبيق (أفريقيا) جنوبا، ومن غيانا (أمريكا اللاتينية) غربا إلى إندونيسيا (آسيا) شرقا. وتستأثر مجموعة بلدان المنظمة بسدس إجمالي مساحة اليابسة في العالم وأكثر من خمس إجمالي عدد السكان في العالم.

وتصنف كثير منها ضمن قائمة البلدان النامية. وبحكم تفاوت مستوياتها في التنمية الاقتصادية، فهي لا تجسد كتلة متجانسة اقتصاديا. وتتميز مجموعة بلدان المنظمة في طبيعتها بمستويات عالية من التباين وأوجه الاختلاف من حيث هيكلها وأدائها الاقتصادي. وهذا التفاوت في مختلف الجوانب التنموية وفي الاقتصاد الكلي لبلدان المنظمة ينعكس بجلاء في أدائها في قطاع الصحة كذلك.

رغم تسجيل بلدان المنظمة في عام 2010 لمعدل 64 عاما كمتوسط للعمر المتوقع عند الولادة، لكن بعض بلدان المنظمة، لا سيما الواقعة منها في منطقة أفريقيا جنوب الصحراء، تسجل متوسطا دون معدل 55 عاما من العمر.

وعلى الرغم من تسجيل تراجع ملحوظ في معدل الوفيات النفاسية خلال العقد الماضي من الزمن، يبدو أن العديد من بلدان المنظمة تواجه صعوبة كبيرة في تحقيق الهدف الخامس من الأهداف الإنمائية للألفية (MDG 5) المتمثل في خفض معدل الوفيات النفاسية بنسبة ثلاثة أرباع بحلول عام 2015. ونفس الأمر يسجل بخصوص معدل وفيات الأطفال دون سن الخامسة، إذ أن التراجع المحقق حتى الوقت الراهن لا يرقى للتطلعات، لا سيما في البلدان التي ترتفع فيها معدلات وفيات الأطفال دون سن الخامسة، حيث يتوفى طفل واحد من أطل كل 12 طفلا قبل بلوغ سن الخامسة.

ويبقى نقص التغذية من الظواهر المنتشرة بصورة كبيرة في صفوف الأطفال في البلدان الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي، حيث سجلت فترة 2010-2011 معاناة 36% من الأطفال دون سن الخامسة من التقزم و 22% من نقص الوزن (WHO, 2012a).

لا تزال البلدان الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي تعاني من العبء المزدوج للأمراض المعدية وغير المعدية. وتشير التقديرات الخاصة بالوقت الراهن إلى أن الأمراض غير المعدية سبب مباشر لما يناهز 46.3% من عبء الوفيات في البلدان الأعضاء في المنظمة، ويتعلق الأمر بشكل رئيسي بالأمراض القلبية الوعائية والسكري والسرطان والأمراض الرئوية المزمنة، بينما تتسبب الأمراض المعدية في ما يقرب من 45.6% من الوفيات.

وبصورة عامة، تشهد بلدان المنظمة انتشارا كبيرا لأبرز ثلاثة عوامل مساهمة في الإصابة بالأمراض غير المعدية - استخدام التبغ واتباع نظام غذائي غير صحي وقلة النشاط البدني. وتشير الأرقام إلى أن نسبة التدخين في صفوف الرجال البالغين تبلغ 30% في بعض البلدان، بينما ينشر استخدام التبغ في صفوف الفئة العمرية 13-15 سنة بمعدل يتعدى عتبة 20%.

ويعاني ثلث (33.7%) البالغين الذين تزيد أعمارهم عن 20 سنة من فرط الوزن، بينما يعاني من السمنة شخص واحد من أصل كل عشرة بالغين تزيد أعمارهم عن 20 عاما (11.8%). وتماشيا مع الاتجاهات العالمية، تسجل غالبية بلدان المنظمة معدلات سمنة في صفوف الإناث أكثر من المعدل في صفوف الذكور.

وتخصص بلدان المنظمة ما نسبته 2.6% فقط من إجمالي ناتجها المحلي لقطاع الصحة، بينما لا يتعدى متوسط إنفاقها على الرعاية الصحية نسبة 8.9% من إجمالي الإنفاق الحكومي. لذلك يعد الإنفاق على الرعاية الصحية من المال الخاص للأفراد الأسلوب الأكثر شيوعا في المعاملات ذات الصلة بالصحة. فقد استأثر بنسبة 36% من إجمالي الإنفاق على الصحة في بلدان المنظمة في 2010 مقارنة بمعدل 17% فقط على الصعيد العالمي.

وعلى مستوى فرادى البلدان، يستأثر إنفاق الأفراد من أموالهم الخاصة على الرعاية الصحية بما يزيد عن 50% من إجمالي الإنفاق على الرعاية الصحية في 22 بلدا عضوا في المنظمة. وبالمقابل، فقط 28 بلدا عضوا هي التي سجلت الحد الأدنى لعدد المهنيين الطبيين المتمثل في 23 مهنيا (أطباء، ممرضين، قابلات) لكل 10000 نسمة، وهو العدد اللازم توفره على الأقل لتقديم الخدمات الصحية الأساسية على أحسن وجه (SESRIC, 2011).

اقرأ المزيد (الإنجليزية)