خطة تنفيذ برنامج العمل الاستراتيجي لمنظمة التعاون الإسلامي في مجال الصحة لفترة 2023-2014
رغم أن مسؤولية تنفيذ برنامج العمل الاستراتيجي لمنظمة التعاون الإسلامي في مجال الصحة لفترة 2014-2023 تقع بالأساس على عاتق البلدان الأعضاء في المنظمة، إلا أن من شأن المؤسسات والأجهزة المنضوية تحت هذه الأخيرة أن تلعب دورا محوريا في تعزيز ورصد ومتابعة عملية تنفيذ برنامج العمل دون المساس بسيادة ومسؤوليات الدول.
وفيما يلي آلية مقترحة لتنفيذ ورصد برنامج العمل. وفي إطار هذه الآلية، ستشكل ست مجموعات عمل لتسهيل عملية تنفيذ ومتابعة الإجراءات والأنشطة المدرجة في كل مجال مواضيعي. وستضم كل مجموعة عمل عددا من البلدان الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي ومؤسساتها المهتمة. وسيضطلع بلد عضو واحد في كل مجموعة بدور منسق المجموعة. وستقدم كل مجموعة عمل الدعم الفني، وتتطرق لمعالجة العوامل التي تشكل حواجز، وتسعى إلى تحقيق التكامل بين مختلف برامج العمل القائمة، حيثما أمكن. وستكون الجهة المنسقة في كل مجموعة عمل هي المسؤولة عن إعداد تقرير مرحلي وتسليمه إلى اللجنة التوجيهية.
وستتولى اللجنة التوجيهية لمنظمة التعاون الإسلامي المعنية بالصحة الدور المحوري في تنفيذ ورصد ومتابعة برنامج العمل الاستراتيجي لمنظمة التعاون الإسلامي في مجال الصحة. ستحرص اللجنة على ضمان مشاركة أكبر للبلدان الأعضاء في المنظمة والمؤسسات التابعة لها والمؤسسات الدولية المعنية في عملية تنفيذ مختلف برامج العمل المقترحة في برنامج العمل الاستراتيجي. وبناء على التقارير المرحلية لمجموعات العمل، ستعد اللجنة التوجيهية تقارير مرحلية شاملة وتقدمها إلى مختلف دورات المؤتمر الإسلامي لوزراء الصحة.
وكآلية سريعة للتنفيذ، يقترح اعتماد برامج بناء القدرات القائمة على مطابقة احتياجات وقدرات البلدان الأعضاء في إطار كل مجال مواضيعي للتعاون. ومن شأن هذه البرامج تيسير عملية مشاركة وتبادل الأدوات المعرفية والخبرات وأفضل الممارسات فيما بين البلدان الأعضاء في المنظمة في مجالات معينة. ويمكن مثلا اعتماد برنامج ابن سينا لبناء القدرات الصحية، الذي طوره سيسرك، نموذجا جيدا في هذا الصدد.
ويعد تحديد وتخصيص القدر الكافي من الموارد المالية من العناصر الحاسمة كذلك في عملية تنفيذ برنامج العمل الاستراتيجي لمنظمة التعاون الإسلامي في مجال الصحة. وهذه المسألة تستلزم نقاشا تفصيليا للتوصل إلى بعض الآليات المبتكرة لتأمين التمويل اللازم. وكمنطلقات للنقاش في هذا الإطار، يمكن اقتراح السبل التالية:
- - صناديق التنمية التابعة لمنظمة التعاون الإسلامي: تخصيص الموارد المالية من خلال صناديق التنمية الخاصة بالمنظمة القائمة حاليا، مثل صندوق التضامن الإسلامي من أجل التنمية (ISFD) والبرنامج الخاص لتنمية أفريقيا (SPDA) ... إلخ،
- - البلدان الأعضاء: دعوة البلدان الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي إلى التكفل ببعض الموارد المالية لتنفيذ مختلف برامج العمل المدرجة تحت برنامج العمل الاستراتيجي للمنظمة في مجال الصحة،
- - القطاع الخاص: أساليب لتشجيع مشاركة القطاع الخاص في تمويل بعض برامج العمل المدرجة تحت برنامج العمل الاستراتيجي للمنظمة في مجال الصحة،
- - المنظمات المالية والإنمائية والخيرية الدولية / الإقليمية: جمع الأموال من مختلف المؤسسات المالية والبنوك الإقليمية متعددة الأطراف والمنظمات الإنمائية والخيرية.
وكآلية بديلة مبتكرة لتأمين موارد مالية إضافية، يمكن إصدار صكوك تركز على الرعاية الصحية بالتعاون مع بعض المؤسسات المالية لغرض تمويل عملية تنفيذ بعض برامج العمل الطويلة المدى المدرجة تحت برنامج العمل الاستراتيجي للمنظمة في مجال الصحة. ومن شأن هذا النوع من الصكوك أن يجذب ويحظى بدعم بعض الشركات الخاصة والمنظمات غير الحكومية والجمعيات الخيرية ومؤسسات التنمية الخاصة في مجتمع منظمة التعاون الإسلامي. ويمكن إدراج كل أشكال الدعم البعيدة المدى هذه ضمن آلية ذات أغراض خاصة (SPV) التي يمكن هيكلتها بعد ذلك لإصدار صكوك خاصة بالرعاية الصحية في بلدان منظمة التعاون الإسلامي. وقد شرعت مؤخرا بعض المؤسسات المالية في تطبيق هذه الممارسة المالية المبتكرة في إطار برنامج الصكوك المتعلق بالمسؤولية الاجتماعية للشركات (CSR).
- لتحميل خطة تنفيذ برنامج العمل الاستراتيجي لمنظمة التعاون الإسلامي في مجال الصحة لفترة 2014-2023. (الإنجليزية) (الفرنسية) (العربية)